الاثنين، 15 يوليو 2013

احتكاك أجزاء فرامل السيارات يطلق عناصر مسببة للسرطان

احتكاك أجزاء فرامل السيارات يطلق عناصر مسببة للسرطان

كولون: «الشرق الأوسط» 
ذكر الباحث الألماني جيرد فيكفيرت من جامعة كولون (غرب) إن دقائق عنصر الانتيمون التي تنطلق عن فرامل السيارات يتجاوز تأثيرها كل التوقعات والدراسات التي أجريت حتى الآن. ووفقا لمصادر فيكفيرت فإنه عثر على الانتيمون Antimony (Sb)، الذي يعتبر من المواد المسببة للسرطان، بنسب مركزة تتجاوز التوقعات قرب الشوارع المزدحمة بالمرور. والأهم من ذلك إنه استطاع قياس تركيز هذه الدقائق في المناطق البعيدة عن ضجيج السيارات الأمر الذي يكشف خطورة تسرب الانتيمون إلى الجو. وقد توصل الباحث إلى وجود تقارب واضح بين نسبة الانتيمون في طبقة الهواء القريبة من الأرض وتركيز الانتيمون المعروف في بنية فرامل السيارات.

قاس فيكفيرت نسبة الانتيمون في الجو في 12 منطقة مختلفة من مناطق مدينة كولون وتوصل إلى ذات النتيجة، وهي تسرب الانتيمون إلى طبقة الهواء ـ الغبار القريبة من الأرض بفعل الاحتكاك الجاري بين أجزاء الفرامل. وقال الباحث إن على الخبراء الصحيين أن ينتبهوا إلى هذه الظاهرة لأن وجود الانتيمون اعتياديا في أجواء الأرض، أمر نادر. تحتوي معظم فرامل السيارات على مادة سلفات الانتيمون التي تتحول بفعل الفرملة والاحتكاك والحرارة إلى ثلاثي أوكسيد الانتيمون، المصنف كمادة مسببة للسرطان. وتنطلق دقائق المادة الأخيرة إلى الجو. وسبق لمجلة «اوكو ـ تيست» الألمانية أن حللت السبائك التي تصنع منها الفرامل وتحدثت عن نسبة عالية من الانتيمون فيها. وطالبت المجلة شركات صناعة السيارات بالكف عن استخدام الانتيمون في الصناعة كما أشارت إلى دوره في إطلاق المزيد من الضجيج والحرارة الناجمين عن الفرملة. 
وسبق لوزارة البيئة الاتحادية أن حددت كميات الانتيمون في ماء الشرب بـ5ملغم/ لتر كحد أقصى، إلا أنه لا توجد معايير ثابتة تحد من تركيزه في الهواء حتى الآن. ويحمل الانتيمون العدد الترتيبي 51، ودرجة ذوبانه 630 مئوية، ويوجد في الطبيعة مع الزرنيخ والكبريت. وأثبتت التجارب على الفئران المختبرية إن ثلاثي أوكسيد الكربون مسبب للسرطان والتحولات الوراثية في الخلايا. وهو سام جدا في الدم ويحول لون الإنسان إلى البرتقالي أو البني المصفر ويتسبب بإصابة الإنسان بآلام في الصدر وغثيان ثم يترسب نهائيا في الكبد والطحال.
وتعتبر أماكن حرق النفايات الخاصة، وحرق الفحم، وتآكل السبائك المعدنية الحاوية عليه، من أهم مصادر خطر الانتيمون على البيئة. كما تحتوي السجائر على الانتيمون بمقدار 5.1 ملغم/ كلغم، ويتسرب 20% من هذه الكمية إلى الجسم عند التدخين. وبلغ الإنتاج العالمي من الانتيمون النقي عام 1985 نحو 70 ألف طن.

هناك تعليق واحد: